العبادات في الإسلام لها الدور والأثر العظيم في صلاح قلب الإنسان، وتزكية نفسه، وتطهيرها من الأخطاء والآثام، وتجعل الإنسان مرتبط بالله عزوجل، لا يدع مجالاً للهوى والغفلة، والشهوات أن تسيطر عليه، فالعبادات تعطي قلب الإنسان إشراقه وانطلاقه تضيء له جوانب الحياة.
فالعمل الصالح طريق الصلاح، والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، وسبب للحياة الطيبة، والهنية، والسعيدة ، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) النحل: 97.
قال ابن كثير رحمه الله: " هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا؛ وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وأن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله، بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة، والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت" تفسير القرآن العظيم، 2/586.
قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك، وانشراحا، فاتهمه فإن الرب تعالى شكور، يعني أنه لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح، وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول" مدارج السالكين ، 2/ 68.
فالعمل الصالح قوام الحياة، وسر السعادة، وأساس الحضارة، وفي العمل الصالح الحفظ والرعاية، والأمن والوقاية.
و العمل الصالح يورث الهدوء، والسكينة، والطمأنينة، والفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق