هنالك
تلازم وارتباط وثيق بين كل من التربية والتنمية، فكل منهما يؤثر في الآخر، ويؤدي
إليه، فالتنمية لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود الكوادر البشرية المؤهلة، والتي تقوم
التربية بإعدادها وتأهيلها، والتربية تتطور وتتقدم في وسائلها وإمكانياتها
ومبانيها وسائر بنيتها التحتية بما تمده إليها التنمية.
وهنالك
العديد من الأمور التي تشترك فيها كل من التربية والتنمية وتتقارب فيها، ابتداءً
بالتركيب والشكل اللغوي لكل من كلمة (التربية) و (التنمية) فكل من الكلمتين تتكون
من سبعة أحرف تشتركان في خمسة منها.
وكذلك المعنى اللغوي فالتربية والتنمية تأتيان في اللغة بمعنى الزيادة:
وكذلك المعنى اللغوي فالتربية والتنمية تأتيان في اللغة بمعنى الزيادة:
فالتربية في اللغة: مأخوذة من "ربا: رَبا الشيءُ
يَرْبُو رُبُوّاً ورِباءً: زَادَ وَنَمَا. وأَرْبَيْتُه: نَمَّيته"(١)، ومن ذلك قوله تعالى: ) وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَة فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا
الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ( (الحج : ٥)، ولذلك تعرف التربية بأنها " إنشاءُ
الشيءِ حالاً فحالاً إلى حَدِّ التمام، يُقالُ رَبَّهُ، ورَبَّاهُ، ورَبَّبَهُ"(٢) .
والتنمية
في اللغة: مشتق من نمى الذي يدل على الارتفاع والزيادة فـ" النُّونُ وَالْمِيمُ
وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى ارْتِفَاعٍ وَزِيَادَةٍ"(٣)، و"تشير معاجم العربية إلى أن (التنمية) في اللغة تعني
الزيادة في كم الأشياء، وكيفها ونوعها"(٤).
فكل
من التربية والتنمية تأتيان بمعنى الزيادة، فالتربية تعتني بالإنسان ورعايته بكل ما
من شأنه أن يحقق زيادة نموه في كل مجالات الشخصية، والتنمية تعتني بزيادة ارتقاء
ونهوض المجتمع في كافة مجالات الحياة.
ويعتبر
الاهتمام بالعنصر البشري أهم قضية تشترك فيها التربية والتنمية، فالتربية تعني بإعداد
الفرد وتأهيله للحياة في كافة الجوانب الجسمية والعقلية والانفعالية والروحية التي
تحقيق المتطلبات الأساسية لشخصيته، بينما تعتبر التنمية العنصر البشري هو صانع
التنمية، وهو المستهدف فيها، وإليه يعود فشلها وتقدمها ونجاحها، وهو القادر على تطوير
خططها وبرامجها.
ولذلك
ظهر بجلاء مصطلح (الاستثمار في رأس المال البشري) والذي يعني: " الإنفاق على
تطوير قدرات ومهارات ومواهب الإنسان على نحو يمكنه من زيادة إنتاجيته"(٥ ).
حيث
يعد الاهتمام بالاستثمار في رأس المال البشري في مقدمة القضايا والأمور التي
توليها الدول المتقدمة والواعية أهمية كبيرة، لما للعنصر البشري المؤهل من دور
كبير في تقدم التنمية وازدهارها في كافة المجالات، وأصبحت الموارد البشرية من المقاييس
الأساسية التي تقاس بها ثروة الأمم، وتعطيها قيمة حضارية.
وعن طريق الإنسان يحصل تقدم الأمم، ولذلك فأي إنفاق
في مجالات التعليم والتأهيل والتدريب للإنسان، يعد من أهم الأنفاق وأعلى درجات الاستثمار،
لما سيكون لذلك من مردود وعائد على الفرد والمجتمع، باعتبار ذلك استثماراً هاماً
يحقق الدور الفاعل في تحقيق التنمية.
ومما
يؤكد ارتباط كل من التربية والتنمية ببعضها البعض ومدى التلازم بينهما، ما يُلاحظ في
حال العديد من الدولة مثل: الصين واليابان وكوريا وماليزيا وغيرها من دول جنوب شرق
آسيا، التي حققت معدلات عالية في مجالات التنمية، من خلال اهتمامها بما لديها من كوادر
بشرية قامت بتأهيلها وتنمية مهاراتها وقدراتها، واستطاعت بذلك أن تحظى بمكانة متقدمة
بين دول العالم.
وهذا بدوره يؤكد ما مدى التأثير المتبادل بين كل من التربية والتنمية، ودور التربية الكبير في تحقيق التنمية، وذلك من خلال تركيزها على إعداد وتأهيل الإنسان وتنمية جوانب شخصيته، والذي يعد المورد الأساسي لعملية التنمية.
وهذا بدوره يؤكد ما مدى التأثير المتبادل بين كل من التربية والتنمية، ودور التربية الكبير في تحقيق التنمية، وذلك من خلال تركيزها على إعداد وتأهيل الإنسان وتنمية جوانب شخصيته، والذي يعد المورد الأساسي لعملية التنمية.
هناك تعليق واحد:
ما شاء الله أبدعتم د. وليد,,, نفع الله بكم
إرسال تعليق