الحصيلة العلمية والمعرفية لدى المربي.


يحتاج المربي إلى حصيلة علمية ومعرفية تمكنه من التعليم والتوعية لمن يقوم بتربيتهم، وهذه الحصيلة المعرفية والثقافية هي التي تجعل الأبناء والطلاب والشباب يلتفون حوله، لأنهم يشعرون بالفائدة من الالتقاء به والجلوس معه، ويستطيع من خلال اطلاعه وثقافته الواسعة أن يملك زمام الحديث والمبادرة في مختلف المجالس التي يكون فيها، وذلك بتوجيه دفة الحديث نحو النافع والمفيد مما يسهم في بناء النفس، وتقويم السلوك، والارتقاء بالذات.

وتشمل هذه الحصيلة العلمية والمعرفية: التزود من العلوم الشرعية؛ ومعرفة السيرة النبوية، والتاريخ الإسلامي، وسير الصالحين والعلماء الربانيين في القديم والحديث، وجملة من القصص والأمثال والحكم، والنوادر والملح، وحصيلة تربوية متخصصة، ووعي واطلاع بواقع وأحوال الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، ومتابعة مستجدات العصر العلمية والتقنية، وغير ذلك مما يساعد المربي على التوجيه والتأثير.

إن إدراك الشباب وشعورهم بأن المربي ليس لديه المزيد من العطاء، والجديد مما يسهم به في الارتقاء، سوف يجعلهم يزهدون فيه، ويبتعدون عنه.

جاء في كتاب "أنباء نجباء الأبناء" لابن ظفر المكي (ص:١٤٦) " بلغني أن السري بن المغلس السقطي قرأ على مؤدبه – معلمه ومربيه - ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ فقال يا أستاذ ما الورد ؟ فقال لا أدري ..
 فقرأ ﴿لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْدًا﴾ فقال يا أستاذ ما العهد ؟ قال لا أدري.
 فقطع السري القراءة، وقال: إذا كنت لا تدري، فلم غررت بالناس؟ فضربه المؤدب.
 فقال السري: يا أستاذ ألم يكفك الجهل والغرور حتى أضفت إليه الظلم والأذى..؟!
فاستحله المؤدب وتاب إلى الله تعالى من التأديب، وأقبل على طلب العلم، وكان يقول: إنما أعتقني من رق الجهل السري ".

فعلى المربي أن يعتق نفسه من رق الجهل، وأن يستزيد من تحصيل العلم، واكتساب المعرفة، وسعة الثقافة والاطلاع، وأن يكون صاحب ثقافة شاملة تتابع الجديد، وتطرح المفيد.

📝 وليد الهمداني ..





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق