في أحيان كثيرة، ومواقف متعددة، تشكل عشر دقائق أو أقل منها
مفتاحاً لكثير من التقدم والتميز، ويكون الفارق بين النجاح والفشل فترة زمن تمثل (عشر دقائق).
- عشر دقائق هي الفارقة بين الشخص الذي نجح في إدراك الصلاة مع الجماعة، وذلك
الشخص الذي فشل في إدراكها وفاتته صلاة الجماعة.
- عشر دقائق هي الفارقة بين ذلك الطالب الناجح المتميز الذي ينظر له أساتذته
نظرة إيجابية بسبب حرصه على الحضور المبكر مع بداية الحصة أو المحاضرة، وبين ذلك
الطالب الذي ينظر إليه أساتذته نظرة سلبية بأنه مهمل وغير مهتم بسبب تأخره عشر
دقائق عن بداية المحاضرة.
- عشر دقائق هي الفارقة بين ذلك الموظف الناجح الذي يحرص مديره أو صاحب العمل
عليه وعلى بقاءه في العمل لأنه كوَّن لديهم انطباعاً جيداً بحكم انضباطه في دوامه
ووصوله الى عمله في أول وقت الدوام، وبين ذلك الموظف الذي يكوّن انطباعاً سيئاً
بسبب تأخره المستمر لعشر دقائق أو أقل أو أكثر عن بداية وقت الدوام.
- عشر دقائق هي الفارقة بين إدراك رحلة حان موعد مغادرتها أو إقلاعها بدونك،
وعشر دقائق هي الفارقة بين انجاز معاملة أو فوات وقتها، وعشر دقائق هي الفارقة بين
إدراك موعد مسبق في مستشفى أو مع شخص كنت تنتظره منذ أشهر وبين فوات ذلك الموعد.
- أحياناً عشر دقائق هي الفارقة بين الحياة والموت، فمقدار عشر دقائق في سرعة إسعاف
طفلك الذي ابتلع شيئاً، أو إسعاف شخص أصابه حادث هي التي قد تكون سبباً في إنقاذ
حياته بعد مشيئة الله، وتأخرك عن ذلك عشر دقائق قد تتسبب له بالوفاة.
خروج الواحد منَّا من منزله إلى الدوام أو الموعد بقدرٍ كافٍ من
الوقت وبعشر دقائق احتياط يجعله يسير في الطريق وهو مطمئن القلب هادئ النفس يراعي
آداب الطريق وقواعد المرور والذوق العام في السير، والتأخر عن ذلك ولو عشر دقائق
يجعل الواحد منَّا يسير في توتر وقلقل لا يراعي آداب الطريق ولا الذوق العام في
السير وقد يقع في مخالفة مرورية بسبب زيادة سرعة أو قطع إشارة أو غير ذلك مما
تسببه السرعة ويسببه الاستعجال.
فإذا كان هذا كله قد تحدثه عشر دقائق فكيف بزيادة ذلك من الدقائق
والساعات.
فما أحرى أن نضبط أنفسنا، ونتحكم في أوقاتنا، ونعرف أن عشر دقائق
قد تشكل فرقاً كبيراً في حياتنا.
وفي الأخير: هذا المقال البسيط استغرق عشر دقائق، بسبب مرارة فقدان
عشر دقائق.
📝 وليد الهمداني ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق