ثمرات القراءة



للقراءة أهمية كبيرة في حياتنا، فكما أننا نحتاج في كل يوم إلى تناول الطعام والشراب حتى تعيش أجسامنا وتتزود بالطاقة التي تجعلها تسير وتمضي قدماً في هذه الحياة، فإننا أيضاً بحاجة إلى قراءة الكتب النافعة والمفيدة التي تزود عقولنا بالعلم والمعرفة، والفكر والبصيرة التي تنير لنا الطريق الصحيح في هذه الحياة.

ليست القراءة قضية ثانوية أو زيادة ترف بل هي قضية أساسية ومهمة في حياتنا، ولاسيما في زمن أصبحت أمواج الشبهات والأفكار الهدامة تبث ليل نهار في القنوات وشبكات الإنترنت ومواقع التواصل على وجه الخصوص، فنحتاج أن نحصن أنفسنا بالعلم والمعرفة والفكر الصحيح البناء في مواجهة تلك الأفكار الخاطئة الهدامة.
لا يكفي أن نكتفي بقراءة ما يطرح في شبكات التواصل من واتس وفيسبوك وتويتر وغيرها، فصحيح أنها تحوي أشياء نافعة ومفيدة ولكنها كذلك تحوي أفكار ومعلومات خاطئة ومغلوطة، والاكتفاء بما يطرح فيها يجعل الشخص في ضعف علمي وشتات فكري ومعرفي.
مما يؤكد على أهمية القراءة في حياة المسلم أن أول كلمة في أول آية نزلت من القرآن الكريم، تأمر بالقراءة وتذكر القلم الذي هو أداة الكتابة، وكما هو معلوم فالقراءة والكتابة مفتاح العلم والمعرفة، قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۝ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۝ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۝ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق: 1 - 5].

وقد يسأل أحدهم فيقول ما هي الفوائد والثمرات التي تتحقق لي من القراءة إذا اتجهت نخوها واستمريت فيها؟

والجواب: أن فوائد القراءة كثيرة وكبيرة إذا حرصنا على القراءة النافعة، وسرنا فيها على المنهجية الصحيحة ومن تلك الفوائد على سبيل المثال لا الحصر: 

§       الحصيلة العلمية والمعرفية:
فالقراءة أداة لاكتساب العلم والمعرفة، والاستزادة من ذلك، فمن خلال القراء نقف على العديد من المسائل والقضايا العلمية، والفوائد والدرر النفيسة التي تزيدنا علماً ومعرفة.
§       الاستنارة الفكرية:
فالقراء في الكتب النافعة تزيد الشخص بصيرة واستناره فكرية، فتجد أن من يقرأ لديه نظرة شاملة واتزان فكري في كثير من المواقف والأحداث التي تحصل من حوله.
 وتجد أنه شخصية ذات أفكار إبداعية وعملية للتعامل مع كثير من المشاكل والأمور التي تواجهه في حياته سواء على المستوى الشخصي أو في حياته الأسرية والعملية.
§       الثروة اللغوية:
فكلما قرأ الإنسان واستمر في ذلك تنمت لديه المفردات اللغوية فيصبح عنده مخزون لغوي ثري، يظهر ذلك ويتجلى عندما يتحدث أو يحاضر أو يناقش أو يكتب، فبمجرد أن يبدأ في شيء من ذلك يجد أنه يستطع أن يعبر عن الفكرة التي يريد أن يطرحها بألفاظ عديدة وعبارة جميلة وأنيقة.
§       تهذيب وتنمية الشخصية:
يُقال: قل لي ماذا تقرأ اقول لك من أنت؟
أثر القراءة ينعكس بطبيعة الحال على معتقداتنا وأفكارنا وسلوكنا وشخصيتنا، ويؤثر في ذلك تأثيراً كبيراً، والكتب مثل الأغذية منها النافع ومنها الضار، ومنها ما يعتبر وجبة فكرية ذات فائدة كبيرة، ومنها ما هو أقل من ذلك.
ومع مرور الأيام تتشكل شخصيتنا وسلوكنا وأفكارنا نتيجة ما نقرأه من الكتب، ونتابعه من المقالات والمنشورات، وسنتأثر بمن نقرأ لهم شئنا ذلك أم أبينا.
فينبغي علينا حسن الاختيار للكتب التي نقرأها، والتحري لمن نقرأ لهم بأن يكونوا ممن عرفوا بالعلم والديانة، وليسوا من أهل الأهواء والضلال، ونقرأ لمن عرفوا بالتمكن في مجالاتهم الدنيوية فنستفيد من ذلك، فالحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.

(اللهم إنا نسألك العلم النافع، والعمل الصالح)
📝  وليد الهمداني ..
%%%



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق