ماذا كان يعمل الرسول ﷺ في بيته؟

 كان الرسول ﷺ في بيته قدوة حسنة في التواضع وحسن العشرة والتعامل مع زوجاته، لا يترفع عن مساعدة نسائه في أعمال البيت وخدمتهن، فقد كان ﷺ بشراً من البشر، يعمل في بيته مثل ما يعمل الرجال في بيوتهم، يقوم بخدمة أهله ومساعدتهم في أمور البيت وشؤون الأسرة، فكان أحياناً يخط ثوبه، وأحياناً يرقع نعله إذا انقطع، وأحياناً يفلي ثوبة وينقيه إذا وجد فيه شيء من ‌المؤذيات ‌كالقمل ‌والبراغيث، وأحياناً يقوم بحلب شاته، ويقوم بإصلاح الدلو الذي يستقون به الماء إذا تخرق فيرقعه ويخيطه، كذلك كان يخدم نفسه فيما يحتاج إليه من أمور.

 والواحد منا إذا كان في بيته فإنه غالباً يصدر الأوامر والتعليمات لزوجته وأولاده بالقيام بخدمته، أصنعوا لي كذا، وأحضروا لي كذا، ولا يسعى لخدمة نفسه، بينما كان من هدي رسولنا الكريم محمد ﷺ أنه يقوم بخدمة نفسه «وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ» ولا يكلف أهله دائماً القيام بخدمته.

وقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حال النبي ﷺ في بيته وماذا كان يصنع من الأعمال في عدة أحاديث عندما سألت عن ذلك.

·       سألت عائشة رضي الله عنها ما كان يصنع النبي ﷺ في أهله؟ فقالت: «كان ‌يَكُونُ ‌فِي ‌مهْنَةِ ‌أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ- فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ» رواه البخاري.

·       عن عائشة رضي الله عنها أنها سئلت: ما كان رسول الله ﷺ ‌يعمل ‌في ‌بيته؟ قالت: «كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ» رواه أحمد في المسند وهو حديث صحيح.

·       عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُئِلْتُ ما كان رسول الله ﷺ ‌يعمل ‌في ‌بيته؟ قالت: «‌كَانَ ‌بَشَرًا ‌مِنَ ‌الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلُبُ شَاتَهُ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ» رواه أحمد في المسند وهو حديث صحيح.

·       عن عروة، قال: قلت لعائشة رضي الله عنها يا أم المؤمنين، أي شيء كان يصنع رسول الله ﷺ إذا كان عندك؟ قالت: «مَا يَفْعَلُ أَحَدُكُمْ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ» صحيح ابن حبان.

فبيت الإنسان هو المحك الحقيقي الذي يبين حسن خلقه، وكمال أدبه، وطيب معشره، وصفاء معدنه، لأنه يتصرف في بيته ومع أهله وأبنائه بسجيته وطبيعته دون تصنع ولا تكلف مع أنه السيد الآمر الناهي في هذا البيت.

وتعامل المسلم مع أهله في بيته يبين حقيقة خيريته وصلاحه، فلا خير في إنسان لا يكون فيه خير مع أهله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «خيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأهْلِهِ، ‌وأنا ‌خَيْرُكُمْ ‌لِأهْلي» رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

فعلينا أن نقتدي بحال رسول هذه الأمة وقائدها ومعلمها ومربيها ﷺ كيف كان حاله في بيته، وماذا كان يصنع ويعمل؟ وكيف كان يتعامل مع أهله؟ مع ما كان عليه ﷺ من المنزلة العظيمة والدرجة الرفيعة.

 

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق